بين قوة التلجرام وهشاشة الواتساب

مقارنة بين مميزات وعيوب التطبيقين

---

في عالم التطبيقات التي تهتم بالتواصل الاجتماعي والمحادثات الفورية، تبرز اثنان من الأسماء الكبيرة: التلجرام والواتساب. مع أن كلا التطبيقين يهدفان إلى تسهيل التواصل بين الأفراد، إلا أن كلًا منهما يعرض مجموعة من الميزات والعيوب التي تجعلهما مختلفين بشكل جذري، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالسرعة، والأمان، وكفاءة الاستخدام. بينما قد يجد بعض الأشخاص أن الواتساب هو الخيار الأسهل، فإن التلجرام يمثل الخيار الأكثر قوة وذكاء في العديد من النواحي. في هذه المقالة، سنتناول الفرق بينهما، مع التركيز على مميزات التلجرام التي تجعل منه الخيار الأفضل، في مقابل سلبيات الواتساب التي تعكس ضعفًا في التصميم ووظائف غبية في بعض الأحيان.

1. ميزات التلجرام: القوة والذكاء والسرعة

السرعة العالية

من أولى النقاط التي تجعل التلجرام يتفوق على الواتساب هي السرعة

1. • التليجرام يعتبر أسرع في إرسال الرسائل والنقل بسبب خوادمه الخاصة التي تتمركز حول العالم.
   • التليجرام يعتمد على بروتوكولات ضغط وتحسين الأداء قد تساعد في تقليل التأخير.
   • التليجرام يدعم إرسال ملفات أكبر بسرعات أعلى من واتساب في بعض الحالات.

بشكل عام، التليجرام قد يكون أسرع قليلاً في معظم الحالات نظرًا لاستخدامه تقنيات أكثر تطورًا في نقل البيانات، ولكن واتساب لا يتأخر كثيرًا، وخاصة إذا كنت تستخدمه على شبكة إنترنت جيدة.

ميزة الجدولة

هل تعلم يا صديقي القارئ أنه من أهم الميزات التي يقدمها التلجرام في نسخته المجانية، والتي يفتقر إليها الواتساب هي ميزة جدولة الرسائل. هذه الميزة تتيح للمستخدم جدولة الرسائل لإرسالها في وقت لاحق، وهو أمر مفيد جدًا للأشخاص الذين يريدون إرسال التهاني أو التذكيرات في وقت معين، أو حتى للأشخاص الذين يديرون مجموعات ويرغبون في تنظيم الرسائل بشكل محكم. في الواتساب، لا يمكن للمستخدمين جدولة الرسائل، مما يعكس أحد العيوب الواضحة في التطبيق.

التعديل السهل على الرسائل المرسلة

من أبرز مميزات التلجرام هي إمكانية تعديل الرسائل المرسلة. يمكن للمستخدم تعديل النصوص التي تم إرسالها بسهولة وسرعة دون الحاجة إلى خطوات معقدة أو انتظار الرد على الرسالة قبل تصحيح الخطأ، ولكن يتطلب من المستخدم إلا لم النص الذي فيه خطأ ثم التعديل. في المقابل، على  الواتساب، إذا ارتكبت خطأ في رسالتك، فعليك أن تضغط مطولا على الرسالة التي فيها الخطأ أولًا، ثم على النقاط الثلاثة في الزاوية ثم تعديل أو تحرير. مع أن هذه الطريقة، التي قد تكون مفيدة للبعض، تعتبر غبية مستفزة بالنسبة للآخرين.
حتى أن البعض يلجأ إلى كتابة جملة تصحيحية لتوضيح الخطأ، على الرغم من معرفة هؤلاء بوجود ميزة التعديل، إلا أنهم يفضلون استخدام جملة “تصحيح” على شكل تعليق على الرسالة، وهو أمر يمكن أن يستغرق وقتًا أكثر بكثير.

أمان التلجرام

أحد أكبر الجوانب التي تجعل التلجرام يتفوق على الواتساب هو الأمان. يعد التلجرام من أكثر التطبيقات أمانًا، حيث يقدم ميزات مثل التشفير المتقدم والمحادثات السرية، التي تجعل من الصعب على أي جهة خارجية الوصول إلى البيانات الشخصية للمستخدمين. وعلى العكس، يعد الواتساب أكثر عرضة للاختراق بسبب ارتباطه المباشر بشركة ميتا (Facebook سابقًا)، وهي شركة سيئة السمعة، وكثيراً ما تكون محط انتقادات بسبب سياساتها الخاصة بالخصوصية وجمع البيانات. عيب آخر في الواتساب هو افتقاره إلى ميزات الأمان المتقدمة، إذا تمت مقارنته بالتلجرام.

الدليل الأبرز على أمان التلجرام هو أن العديد من الدول تحارب التلجرام نظرًا للميزات الأمنية المتقدمة التي يقدمها، بينما لا تقوم بتحجيم استخدام الواتساب، وهو ما يعكس تباينًا في قدرة التطبيقات على توفير الخصوصية والحفاظ على أمان المستخدمين.

إدارة الملفات ونسخ البيانات بسهولة

إحدى الميزات الكبرى التي تجعل التلجرام يتفوق على الواتساب هي طريقة إدارة الملفات ونسخ البيانات. على عكس الواتساب، الذي يحتاج المستخدمون فيه إلى أخذ نسخ احتياطية دورية للبيانات والمحادثات حتى يتمكنوا من استعادتها عند تغيير الهاتف أو إصلاحه، يوفر التلجرام طريقة أسهل بكثير. في التلجرام، الملفات لا يتم تخزينها على جهازك بشكل دائم، بل يتم تخزينها على السحابة. هذا يعني أنك لا تحتاج إلى القلق بشأن أخذ نسخة احتياطية أو فقدان الملفات في حالة استبدال هاتفك أو إصلاحه.

عند تغيير جهازك، يكفي فقط تأكيد رقم الهاتف على جهازك الجديد، وفي لحظات تجد كل شيء كما هو على جهازك القديم. هذه الميزة تسهل على المستخدمين الانتقال من جهاز لآخر دون الحاجة للقلق حول استعادة المحادثات والملفات، وهي مشكلة مزعجة جدًا في الواتساب. فبعد كل مرة تتغير فيها أجهزة المستخدمين، يجدون أنفسهم مضطرين لأخذ نسخة احتياطية ثم استعادتها، وأحيانًا يواجهون مشاكل تقنية قد تجعل هذه العملية تستغرق وقتًا طويلًا ومجهودًا غير مبرر. أما مع التلجرام، فالأمر أسهل بكثير.

التخزين السحابي وتوزيع الخوادم

النقطة السابقة تأخذنا إلى ميزة واضحة لصالح التلجرام، وهي ميزة التخزين السحابي، فمن المعروف أن التلجرام يعتمد بشكل رئيسي على تخزين الملفات في السحابة بدلاً من جهاز المستخدم مباشرة. هذه التقنية تُعد واحدة من أبرز مميزات التطبيق التي تميزها عن العديد من التطبيقات الأخرى، بما في ذلك الواتساب. فالتخزين السحابي يعني أن جميع المحادثات والملفات التي تشاركها عبر التلجرام يتم تخزينها بشكل آمن على خوادم سحابية موزعة في مختلف أنحاء العالم تقريبًا، وهذا يضمن لك سهولة الوصول إلى بياناتك في أي وقت ومن أي مكان، دون الحاجة إلى القلق بشأن استهلاك المساحة على جهازك المحمول.

عند مقارنة ذلك بـ الواتساب، نجد أن العديد من المستخدمين يواجهون مشكلات كبيرة تتعلق باستخدام الذاكرة التخزينية للهاتف. فبسبب الطريقة التي يعالج بها الواتساب الملفات والصور والفيديوهات، قد يستهلك التطبيق جزءًا كبيرًا من مساحة التخزين على الهاتف، مما يؤدي إلى مشاكل مزعجة للمستخدمين. على سبيل المثال، قد تجد أن الكثير من مستخدمي الواتساب يشكون من أن التطبيق “ابتلع” مساحة ذاكرة الهاتف بالكامل، مما يضطرهم إلى إلغاء تنزيل بعض الملفات أو الصور القديمة لتوفير مساحة. في بعض الأحيان، قد تجد البعض منهم يقول: “انتظر ريثما أحذف بعض الملفات كي أتمكن من فعل كذا وكذا”، وذلك بسبب أن الواتساب قد شغل جزءًا كبيرًا من المساحة بسبب التنزيلات التلقائية للصور والفيديوهات والمستندات.

هذه المشكلة تزداد سوءًا عندما يتعلق الأمر بالهواتف ذات السعة التخزينية المحدودة، حيث يُصبح المستخدم مجبرًا على التدخل بشكل مستمر لحذف الملفات أو نقلها إلى ذاكرة خارجية أو خدمات سحابية أخرى لتوفير المساحة الكافية لمواصلة استخدام التطبيق. في المقابل، التلجرام يعفي مستخدميه من هذا الهم تمامًا. نظرًا لأن التلجرام يعتمد على التخزين السحابي، يمكنك بسهولة تخزين الرسائل والوسائط دون القلق من استهلاك مساحة جهازك، مما يوفر تجربة استخدام أكثر سلاسة وراحة.

ما يجعل هذه الميزة في التلجرام أكثر قوة هو توزيع خوادمه في مختلف أنحاء العالم، مما يضمن سرعة في الوصول إلى البيانات ومرونة أكبر في التحكم بالمحتوى. هذه الخوادم الموزعة لا تقتصر فقط على تحسين سرعة تحميل الرسائل والملفات، بل تساهم أيضًا في تقليل الحمل على جهاز المستخدم، وبالتالي ضمان استمرارية الاستخدام بكفاءة دون التعرض لضغط المساحة التخزينية.

لذلك، إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة نفاد المساحة على هواتفهم بسبب الواتساب، فإن التلجرام يقدم حلاً مثاليًا لهذه المشكلة. التخزين السحابي في التلجرام يجعل من عملية إدارة المساحة أمرًا سهلاً وغير معقد، بحيث لا تضطر أبدًا للقلق بشأن حذف الملفات أو نقلها إلى مكان آخر.

2. سلبيات الواتساب: “غباء” في بعض الميزات

الأمان الضعيف

مع أن الواتساب يعتمد على التشفير من النهاية إلى النهاية (End-to-End Encryption)  في رسائله -كما يدعي- فإن ارتباطه بشركة ميتا سيئة السمعة؛ يثير القلق حول خصوصية المستخدمين. ميتا، كونها أحد أكبر الكيانات في مجال جمع البيانات، غالبًا ما تكون متهمة بتسريب أو استخدام البيانات الشخصية بطرق غير شفافة. عيب آخر في الواتساب هو افتقاره إلى ميزات أمان متقدمة مقارنة بالتلجرام.

عدم وجود ميزات متقدمة كالتلجرام

الواتساب رغم كونه أحد أشهر تطبيقات الرسائل، فإنه يعاني من محدودية في الوظائف المتاحة مقارنة بالتلجرام. فلا يوجد به مثلاً إمكانية جدولة الرسائل أو التعديل على الرسائل بعد إرسالها. حتى في حالة وجود خطأ في الرسالة، قد يجد البعض أن تفعيل ميزة “حذف الرسالة” ليس الحل الأمثل، بل مجرد تكرار الخطأ في رسالة جديدة. هذا النوع من الغباء المستفز هو ما يعكر تجربة المستخدم في بعض الأحيان.

الاتصال الصوتي

فيما يتعلق بالاتصالات الصوتية، يُلاحظ أن الواتساب يتمتع باتصال صوتي أفضل مقارنة بالتلجرام. ومع ذلك، يمكن اعتبار هذه السلبية بالنسبة للواتساب بمثابة إيجابية للتلجرام، حيث يُعزى التأخير والانقطاع الذي يعاني منه الاتصال الصوتي في التلجرام إلى التقنيات المتقدمة في التشفير. بالرغم من أن هذا يؤثر على جودة الاتصال الصوتي في التلجرام، إلا أن التضحيات في الأمان تبقى أولوية بالنسبة للكثير من المستخدمين.

3. التلجرام: المستقبل الذكي في عالم الدردشة

التلجرام هو بلا شك الخيار الأفضل للأشخاص الذين يقدرون السرعة، والأمان، والوظائف المتقدمة التي تسهل حياتهم الرقمية. بفضل الميزات مثل إمكانية تعديل الرسائل، جدولة الرسائل، والتشفير المتقدم، يُعد التلجرام الخيار المثالي للمستخدمين الذين يبحثون عن أكثر من مجرد تطبيق دردشة تقليدي. بينما يظل الواتساب الخيار الأكثر شيوعًا في بعض الأوساط، إلا أن التلجرام يُظهر نفسه كخيار مستقبلي يتمتع بكل ما يحتاجه المستخدم العادي والمهني على حد سواء.

في النهاية، يتضح أن التلجرام يظل الخيار الأكثر قوة وذكاء في تطبيقات الدردشة مقارنة بالواتساب. صحيح أن الاتصال الصوتي في الواتساب قد يتفوق في بعض الحالات، إلا أن ميزات التلجرام المتعددة مثل التعديل على الرسائل، جدولة الرسائل، إدارة الملفات بسهولة، والأمان المُحسن تجعله يتفوق في مجمل التجربة. بينما الواتساب يعاني من بعض السلبيات الواضحة التي قد تجعله يبدو “غبيًا” في بعض الجوانب، يظل التلجرام الخيار الأنسب للمستخدم الذي يبحث عن الأمان، والسرعة، والمرونة.